مدينة الحب

مدينه الحب أمشي في شوارعكِ
وأنا أري الحب محمولاً بأكفانِ
يا لوعهَ القلب، أخذتْ شكل مقبرهٍ
وأهل بيتي استعاروا حقدَ عدواني
حدائقُ الحب، لا وردٌ ولا شجر
وما البيوت سوي ثكنات سجانِ
كأنني البوم أنعب في خرائبكِ
ودمعه الذل تلمعُ بين أجفاني
لا تصدموني، أهذا الكهف منزلنا؟
وهو الذي كان منيه كل إنسانِ
أهذه النخله الجرباءُ نخلتنا
وهي التي أمس من أشجار رضوانِ؟
أهذه الضحكهُ الخرساء ضحكتنا
أفعالنا تلك أم نزوات شيطانِ؟
أهذه الأسقفُ النيران تحرسنا
يا ساده البيتِ هل ضيعت عنواني؟
هل أنتِ أمي وهل أنتَ أبي وأنا
أنا ابنُ بيتي أم أنّ الهمَّ أعماني؟
يعلو الوجوهَ عذاب لا شبيه له
وفي الدواخل يغلي ألفُ بركانِ
قلوبُ أهلي وأحبابي غدت حجراً
أأنا علي الأرض أم في كوكب ثانِ؟
قتلتم الحب وهو النور في وطني
لا تسألوني تمهّل.. من هو الجاني؟
أبا الفراتينِ قد شلَّ الأسي رئتي
ومن سواك يحطم قيد أحزاني
أنا ذهلت لصمتك يا أبا قلمي
وأغنياتي وأشواقي وألحاني
لا شاطئاك كم كانا ولا شفه
باست جراحي ولا مشفاك أشفاني
صفعت وجهي أهذا يا زمان أنا
سلمت للريح ساقيتي وبستاني؟
وكالمجانين أصرخ في الدروب كفي
لا الدار داري ولا الخلان خلاني